عدد الرسائل : 167 المزاج : { ذآبت شموع ـي ~ تاريخ التسجيل : 22/12/2008
موضوع: ..|ا|فقدت ذكراه|ا|.. {قصة قصيرة}... الثلاثاء ديسمبر 30, 2008 8:21 am
.
..|ا|فقدت ذكراه|ا|.. .. نمضي و تمضي تلك الحياة و رغم كل شيء فإنها تبتسم لنا حيناً و تتعكر في وجوهنا حيناً آخر و لكل منا قدره في الحياة فلريما إن ابتسمت لن تتعكر! و إن تعكرت فلن تبتسم! لكن شيء في داخلنا يدعى الأمل! و أن حصلنا عليه فلا نريد شيئاً آخر سوى إبتسامة سحرية من روح بشرية! .. . كنت قابعة داخل غرفة الانتظار بالمشفى! أحسست بأنني أغرق في دوامة من الحزن! توقف تنفسي حينها لفترة..لم أستطع التنفس!! غصات حزني قادتني نحو الكوابيس! و في موتي هذا .. تبسم لي وجه بشوش! إنه أخي..! إنتشلني من أفكاري المحطمة! وانحنى يضمني لصدره بحنان.. "أنا آسفُ على تأخري " قال " هل علمت بما جرى؟"سألته " نعم" عندها مسح دموعي و اختنق هو بدموعه "لنذهب!" وقف متجهاً للباب "لكن.. ماذا عن أمي؟"سألته ثانية "غداً سوف نقوم بدفنها!" و أكمل طريقه أسرعت بخطاي الصغيرة خلفه.. و ركبنا الحافلة.. . " كم عمرك يا فتاة؟" سأل السائق الكهل! "سبع سنين " ثم ابتسمت له "هيا يا لمى .. اجلسي في ذلك المقعد" أشار إلى إحدى المقاعد " انتظري يا صغيرتي" أعطاني حلوىً و ارتسمت على محياه إبتسامة فرح نظرت له ببهجة " شكراً " و أخذتها جلست بهدوء و أنا أحدق بوجه ذلك السائق الطيب.. الإنحناءت الكثيرة في وجهه تدل على أنه أمضى عمراً طويلاً! بالتأكيد كانت الحافلة ونيسه المخلص!؟! تذكرت أمي!! تذكرت احتضاني لها من الخلف! و رائحة عطرها الزكي على كتفها! و أوامرها لي و نصائحها و قبلاتها و دموعها اللؤلؤية! و كل شيء فيها .. من بسمات و رسمات و همسات! . استيقظت فزعة !! على صوت صنبور الماء المهدور و تمتمات مخيفة!! تحركت بهدوء نحو الحمام انحنى أخي على المغسل" أمي لما تركتني وحيداً مع فتاة صغيرة!" صمت قليلاً "أنا مريض بمرضك .. و سأموت بعد أيام قليلة!!" سقط ينوح على الأرض إثر ألمه .. و ضحكه الممزوج بالبكاء التفت يداه على صدره و أخذ يبكي ألماً "حزنها .. سيصبح إثنان!" أخذ يردد ببراءتي سألت"أخي ماذا تفعل في هذا الوقت؟" "............" كان يبكي!! لم أر دموعه لأنه كان يغطي وجهه بيديه " إنها الثانية بعد منتصف الليل..منذ متى و أنت هنا؟" "........." قام ليغسل وجهه " أنت .. تـ.. تبكي؟"فتحت عيني على وسعهما أطلقت عيناه صوتاً إثر حكه لهما .. بعد أن غسلهما .. ظل الصمت بيننا حتى كسره " سنذهب إلى مكان مهم بعد غد فتجهزي !" . هذا كل ما قاله لي حتى صباح يومنا الثاني مع أنني سألته طوال اليومين الماضيين كثيراً .. لكنه لم يجبني!! ذهبنا إلى مكان يدعى "ملجأ الأيتام" لم أعرف ما يعني؟؟ لكننا أكملنا طريقنا إلى الداخل.. وضعني مع أطفال في مثل سني .. و تركني بعد أن قال..... "أحبك ..حباً لن يخبو!" حضنني إلى صدره و اشتدت يده حولي .. قبل رأسي فسال دمعه !! لم أفهم أياً من هذا!!! لكنني استمتعت حقاً باللعب.. أوشكت الشمس على المغيب.. و مازلت انتظر!! قالت لي ندى " كلهم هكذا!! ما إن يدخل طفل هذا المكان فأنه لن يخرج أبداً" قلت لها بإبتسامة ثقة" إلا ..أخي" . مضى عامان علي و أنا في إنتظار تلك اللحظة التي يطل منها على ذلك الباب لم يأتي أبداً!! بل قد تبنتني عائلة رائعة .. و نسيته! تفاجأت في عامي الثامن عشر برسالة.. كانت من أخي..! تسألت من هو؟ لأنني يالفعل نسيته!! لم أهتم بتلك الرسالة كثيراً.. و لم أشغل نفسي بها.. بل ألقيتها في سلة المهملات!! . .تمت. .. = .. = .. = .. = .. = .. = .. = .. = .. = .. = .. = .. = .. = .. = .. = .. .